مشهدية وهّاب وأبو فاضل.. ردود فعل مستنكرة و"التوحيد" يوضّح

أسف مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية، بشدّة، لما شهدته شاشة "أم تي في" في برنامج "صار الوقت"، لافتاً في بيان، إلى أنه "صُدم الرأي العام اللبناني والأسرة الإعلامية ليل أمس، بما شهدته شاشة "أم تي في" في البرنامج، من حادث مؤسف ومخجل، بين زميلين منتسبين إلى نقابة المحررين هما الوزير السابق وئام وهاب والصحافي سيمون أبو فاضل".

وأشار المجلس إلى أنه "صحيح أن ما حصل ليس الأول من نوعه على شاشات التلفزة في لبنان والخارج، لكن الحادث يكتسب دلالات واضحة على حجم التعبئة النفسية التي بلغتها الأزمة اللبنانية، ويعبر عن مدى حاجة لبنان إلى معالجة هذه الأزمة والخروج من الأجواء الضاغطة التي يعيشها البلد"، مستنكرةً "مثل هذه التصرفات، مع شعورها بأن الزميلين استشعرا بثقل ما حصل فكان الاعتذار عنه".

كما رفضت النقابة أن "تأخذ الحوارات في البرامج السياسية التلفزيونية هذا المنحى الخطير، بما يخرج عن أدبيات التخاطب السياسي، خصوصاً حول الموضوعات الخلافية"، داعيةً "معدي البرامج ومديري الحوارات التلفزيونية في كل المحطات ومن كل المواقع، إلى الحفاظ على السلوكيات الناظمة لبرامج هادئة وهادفة لا يؤدي الاختلاف بوجهات النظر في شأن موضوعاتها إلى مثل العنف الذي شهدناه".

وناشدت النقابة الزملاء الإعلاميين والمحررين "التحلي بأقصى درجات الحكمة والروية لدى مشاركتهم في البرامج الحوارية، وذلك للحؤول دون تكرار ما حصل"، مناشدةً القوى السياسية الإسراع في وضع حد للأزمة الراهنة، والمسارعة إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة تدير دفة البلاد، وتفرمل الانهيار الحاصل في كل المجالات، بما يعكس تهدئة على مختلف الصعد".

من جهته، زار عضوا تكتل "الجمهورية القوية" النائبان غادة أيوب ورازي الحاج الصحافي سيمون أبو فاضل في منزله للتضامن معه، وأعرب كل من أيوب والحاج، بحسب بيان، تضامنهما مع أبو فاضل، وأكدا أن "محاولات إسكات صوت الحق والحقيقة ستبوء بالفشل".

وأوضح البيان، أن النائب الحاج كان توجه فوراً إلى مبنى "أم تي في" في النقاش للتضامن مع أبو فاضل والوقوف بجانبه.

وبدوره، غرّد النائب ياسين ياسين عبر حسابه على "تويتر"، وكتب: "كل التضامن مع سيمون أبو فاضل في وجه ثقافة البلطجة".

أما النائب نجاة صليبا، فغردت عبر حسابها على "تويتر"، وقالت إن "التهجم الذي وقع في استديو صار الوقت غير مقبول في أي إطار مجتمعي أو سياسي. علينا احترام المعايير الأخلاقية، التي للأسف خسرنا الكثير منها مع هذه المنظومة وما زلنا! كل التعاطف والدعم للإعلامي سيمون أبو فاضل بعد التهجّم اللفظي والجسدي الذي تعرض له من وئام وهاب".

فيما غرد أيضا، الوزير السابق ميشال فرعون عبر حسابه على " تويتر"، وكتب: "عندما تضيق مساحة النقاش الإعلامي إلى حدّ الإهانة والاعتداء الجسدي تتثبّت حقيقةُ شخصيّةِ مأمورٍ يحاور ليوصل رسائل قمع وتهديد. نتضامن مع الصحافي سيمون أبو فاضل ونستنكر ما تعرّض له، في حقبة غابت عنها محاسبة المعتدين أو الفاسدين، مع أمل أن تعود في سباقٍ بين دولة الفوضى ودولة القانون".

و في سياقٍ متّصل، رأت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، في بيان، أن "تخطي حدود التخاطب السياسي التي بلغت ذروتها أمس في برنامج "صار الوقت" والتي استخدمت للاعتداء المعنوي ومن ثم الجسدي على الصحافي سيمون أبو فاضل، تعبر بشكل واضح عن نهج فريق الممانعة الذي يتوهم أنه بالتشبيح و"العنترة" يستطيع أن يفرض إيقاعه على إرادة الأحرار من اللبنانيين وذلك بعد فشله في فرض شروطه وأضغاث أحلامه في السياسة"، معلنةً تضامنها "مع ناشر موقع "الكلمة أون لاين" ومع كل اللبنانيين الأحرار، الذين يرفضون الخضوع لمنطق الفرض والإكراه ويؤكدون أن ثباتهم على مبادئهم وثقافتهم ولغتهم وإيمانهم بوطنهم هو السبيل الأمتن للتغلب على كل من يحاول تجاوز أدبيات التخاطب والقوانين والدستور".

من جهته، استنكر مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم "المشهدية المسيئة التي ظهرت في برنامج "صار الوقت" والاعتداء على ناشر موقع "الكلمة أونلاين" الصحافي سيمون أبو فاضل داخل وخارج الاستديو"، مؤكداً في بيان أن "لبنان يتميّز بحرية الإعلام وحرية التعبير ولا يجوز أن تتخطى لغة التخاطب الأدبيات السياسية وأن تأخذ منحى صدامي وعنفي"، آملاً "العدول عن الإسفاف في الحوارات السياسية حفاظاً على ما يميّز لبنان من أصالة واحترام للحريات وفي طليعتها حرية التعبير والاختلاف"، ومعرباً عن تضامنه التام مع الصحافي أبو فاضل.

 

في المقابل، أسفت أمانة الإعلام في حزب "التوحيد العربي"، في بيان، "للمشهدية السيئة والمؤسفة التي صدرت عن الإعلامي سيمون أبو فاضل  خلال الإطلالة الإعلامية لرئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب ضمن برنامج  "صار الوقت " على شاشة "أم تي في"، موضحةً للرأي العام "حقيقة الإشكال الذي تسببت فيه أولاً الأجواء المتوترة  والمشحونة عند أبو فاضل وثانياً نواياه التي عكست عدم التزامه أصول التخاطب واللياقة".

كما أسف البيان أيضاً "لهذا الاحتداد المفرط الخارج عن المألوف المهني عند أبو فاضل والذي أدّى إلى هذا الهرج والمرج  داخل الاستديو"، متقدماً بالاعتذار من "محطة "أم تي في" ومن رئيس مجلس إدارتها ميشال غابريال المر"، ومؤكداً أن "ما بدا واضحاً أن من يسمّي نفسه بالسيادي استعدّ عمداً للإشكال الذي حصل في الاستديو وكاد ربما يتسبّب بوقوع ضحايا، وبدا واضحاً منذ بداية الحلقة أنه كان المطلوب منه  توتير أجواء الحلقة بعد ما ظهر جلياً ضعف حججه أمام مواقف الوزير وهاب على الرغم من إتاحة المجال له للتعبير مراراً عن رأيه".

وطالبت الأمانة العامة للحزب أبو فاضل  بـ"التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية والتزام آداب التخاطب وأسلوب الانتقاد الذي يعتبر من أولى موجبات مهنة الإعلام، ولأن الاحترام أوله كلام، يحسن أن يختار الكلام جيداً ويلبسه حلة راقية تليق بالإعلام، عوض الانزلاق إلى الإسفاف والابتذال الذي غالباً ما يؤدي بصاحبه إلى نهايات غير سعيدة".

ووجهت الأمانة رسالةً لحزب الكتائب قائلةً إنه "عن حزب الكتائب الذي يتحدث عن "الميليشيات"، منكم نتعلم فنحن لم نقتل أحداً على الهوية ولم نذبح رفاقنا، لذلك نطالبكم بالسكوت كي لا نضطر إلى إعادة فتح ملفاتكم لأنه من الواضح عندكم الحنين إلى أيام الحرب".

 بدوره، ردّ جهاز الإعلام في حزب الكتائب اللبنانية في بيان على حزب "التوحيد العربي"، مشيراً إلى أنه " كما في كل مرة تنتهي فيها الحجج والمنطق، تنطلق فلول "تيارات الممانعة" ومنها ما يسمى "تيار التوحيد" للتذكير بأحداث الحرب اللبنانية الأليمة، وكأن تغيير نفس الأشخاص أو الراية يعفيه من أنه  كان رأس حربة في الذبح والقتل والتهجير والسيطرة على بيوت الآمنين".

ولفت الكتائب إلى أنه "على الرغم من ذلك، لن ننجر إلى الرد بأسلوبكم ونحن آباء المصالحة وسعاتها ومؤسسيها، وسنبقى نلتزم مندرجاتها. تلك المصالحة التي عقدت بين الكبار وطوت مرحلة عصيبة في تاريخ لبنان إلى غير رجعة، لن يؤثر فيها بعض "المحرتقين" فهي أعمق وأكبر منهم، مهما حاولوا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء"، مذكّراً من يعنيه الأمر، أن "الكتائب انتقلت في زمن السلم للمصالحة والانفتاح وبناء الدولة وتعزيز حضورها، وأسست مقاومة سياسية سلمية حضارية بوجه "الميليشيات"، فيما غيرنا يركز عمله على بناء السرايا و"الميليشيات" والاستعراضات العسكرية بالسلاح ضارباً مفهوم الدولة، وقد رهن أمره وسياساته إلى دول خارجية كانت السبب الرئيسي في تدمير لبنان".

كما أكد "الكتائب" أن "ما حدث في حلقة الأمس وما أظهرته الكاميرات من تدخل مباشر واعتداء بطريقة وحشية وهمجية مباشرة على الهواء على إعلامي أعطى رأيه لا يمكن أن نضعه إلّا في خانة العمل الميلشياوي والبلطجي"، مجدداً التأكيد "ولمرة أخيرة، أن الردود الفاجرة والتهديدية لا تؤثر فينا ولا تثنينا عن تسمية الأمور بأسمائها، وماضينا وحاضرنا شهود على ذلك، وسنبقى رأس حربة في الدفاع عن الحريات وحرية الإعلام مهما علت التهديدات وكثرت التضحيات".